ولعل من أهم مصارف الزكاة اليوم - عباد الله - هي إغاثة شعب فلسطين وأهل غزة لِما يواجهونه من عَدَاءٍ مستحكم، وحرب إبادة من عدوٍّ، جَمَعَ أخبث صفات البشر من الجبن والبغي، والكذب والظلم، يعجز عن مواجهة المجاهدين الأبطال الذين نكَّلوا بجنوده وقادته وآلياته، فيصب بطشه على الأبرياء العزَّل، كما رأينا بالأمس تلك المذبحة التي قلَّ نظيرها في التاريخ، مدنيين عزَّلًا يتجمعون حول شاحنات الإغاثة لتخفيف سطوة الجوع عنهم وذَرَاريهم، في حرب التجويع والحصار التي يشنها هؤلاء الصهاينة والصليبيون معهم، في ظل عجز عربي وإسلامي، فتنهال عليهم نيران الحقد والإجرام، ليرتقي منهم عشرات الشهداء، ويسقط المئات من الجرحى، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وتعتبر من أهم الفرائض في الدين الإسلامي. تعني كلمة "زكاة" النمو أو الزيادة، وفي الشريعة الإسلامية تعني تقديم جزء معين من الثروة المالية للفقراء والمحتاجين والمساكين وغيرهم من الأشخاص المستحقين.
فضيلة الزكاة تتجلى في عدة جوانب، منها:
1. طهارة المال: يعتبر دفع الزكاة تطهيرًا للمال من الربا والطمع والبخل، حيث يتم تحويل جزء من المال المكتسب إلى وجوه تنمية اجتماعية.
2. تعزيز المحبة والتضامن: من خلال دفع الزكاة، يتم دعم الفقراء والمحتاجين في المجتمع، مما يعزز الترابط والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
3. تحقيق العدالة الاجتماعية: تعمل الزكاة على توزيع الثروة بطريقة تعزز العدالة الاجتماعية، حيث تُعين الفقراء والمحتاجين على تحسين أوضاعهم المعيشية.
4. تنمية الروحانية والتقوى: ينظر إلى دفع الزكاة كواجب ديني يزيد من التقوى والروحانية لدى الشخص، حيث يعتبر مقدمتها إيمانية في مساعدة الآخرين.
5. تحقيق التوازن الاقتصادي: تعمل الزكاة على تحقيق توازن في التوزيع الاقتصادي من خلال تحويل الثروة من الأثرياء إلى الفقراء، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
في غزة، كما في كل مكان آخر، تعتبر الزكاة جزءًا أساسيًا من الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تلعب دورًا مهمًا في دعم الفقراء وتخفيف معاناتهم وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع.
إرسال تعليق