-->
U3F1ZWV6ZTEyMTUzNDU0ODc2X0FjdGl2YXRpb24xMzc2ODE4NzgyMTE=
recent
قد يهمك قراءة

الإيثار خلق النبي المختار صلى الله عليه وسلم


 

فضل الإيثار، إخوة الإسلام، اعلموا أن الإيثار خلق إسلامي رفيع دعا إليه ربنا - سبحانه وتعالى - وحث وأثنى على أهله في غير آية من كتابه، فقال الله تعالى مادحًا أوليائه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]. قال الطبري: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهُوَ يَصِفُ الأَنْصَارَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ، مِنْ قَبْلِ الْمُهَاجِرِينَ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، يَقُولُ: وَيُعْطُونَ الْمُهَاجِرِينَ أَمْوَالَهُمْ إِيثَارًا لَهُمْ بِهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، يَقُولُ: وَلَوْ كَانَ بِهِمْ حَاجَةٌ وَفَاقَةٌ إِلَى مَا آثَرُوا بِهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.

الإيثار، أو التفضيل للآخرين على النفس، كانت من أبرز الصفات التي تجلى في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً حياً للتواضع والعطاء والإيثار.

يحدثنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عما وصلت إليه هذه المؤاخاة فيقول: (لما قدمنا إلى المدينة آخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال لي سعد: إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال سعد: سوق قينقاع، قال فغدا إليه عبد الرحمن..) رواه البخاري. وقد شكر المهاجرون للأنصار فعلهم ومواقفهم الرفيعة في الكرم والإيثار، وقالوا يا رسول الله: ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلا في كثير من الأنصار.. ولم يكن سعد بن الربيع منفردا في ذلك عن غيره مِنَ الأنصار، بل كان هذا شأن عامة الصحابة، حتى وصلت المؤاخاة إلى درجة أن يتوارث المتآخيان، ثم نُسِخ هذا التوارث بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(الأنفال:75)...
 هناك العديد من الأمثلة التي توضح الإيثار والتواضع في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بعض الأمثلة الأخرى:

1. **التواضع في التعامل مع الناس**: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعامل بتواضع وأدب مع الناس، سواء كانوا كباراً أو صغاراً. كان يقف مع الناس على قدم المساواة ويعامل الجميع باللطف والرحمة.

2. **التواضع في الحياة اليومية**: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعيش حياة بسيطة ومتواضعة، وكان يتقنّ العمل بيديه، وكان يتناول طعاماً بسيطاً ويعيش في بيت بسيط.

3. **التواضع مع الأطفال والشباب**: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يهتم بالأطفال والشباب، وكان يخاطبهم بلطف ويستمع إلى أقوالهم ويتفهم مشاكلهم.

4. **التواضع في العفو والصفح**: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يظهر التواضع والعفو حتى في أصعب الظروف، مثلما فعل عندما فتح مكة وعفا عن أعدائه الذين ظلموه وأذوه.

5. **التواضع مع العبادات**: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يؤدي العبادات بتواضع وخشوع، وكان يحث أصحابه على الإخلاص والتواضع في العبادة.

هذه الأمثلة تبرز كيف كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في التواضع والإيثار، وكانت تلك الصفات تجذب الناس إليه وتؤثر في قلوبهم بقوة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة