فالعلم النافع هو ما يتوصل به إلى معرفة الله تعالى وخشيته وإجلاله وتعظيمه سبحانه أو يسهل ذلك وغير هذا فهو عبث، دون استثناء لأي علم أو أي فن، فالبلاغة مثلاً علم يبتغى به معرفة مواطن الإعجاز في القرآن والسنة، أما التعمق في الأساليب و التشدق في المسائل البلاغية فهو من قبيل العلوم الغير نافعة.
في الإسلام، تحظى المعرفة بتقدير كبير وتعتبر وسيلة لتعميق فهم الفرد للدين والعالم. هناك عدة أنواع من المعرفة التي تعتبر مفيدة بشكل خاص في الإسلام:
1. **معرفة الله (الله):** إن فهم صفات الله وطبيعته أمر أساسي في الإسلام. وهذه المعرفة مستمدة من القرآن الكريم وتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
2. **معرفة القرآن:** يعتقد المسلمون أن القرآن هو كلام الله الحرفي كما أنزل على النبي محمد. ولذلك، فإن دراسة القرآن وفهمه أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمسلمين.
3. **الأحاديث النبوية (الحديث):** توفر أقوال وأفعال النبي محمد، المعروفة بالحديث، إرشادات حول جوانب مختلفة من الحياة والأخلاق والروحانية. إن معرفة هذه التقاليد أمر ضروري لفهم كيفية عيش حياة صالحة وأخلاقية.
4. **الفقه الإسلامي:** الفقه هو فهم الشريعة الإسلامية وتفسيرها. ويقدم إرشادات للحياة اليومية، بما في ذلك أمور العبادة والأخلاق والسلوك الاجتماعي.
5. ** العقيدة **ويشمل مفاهيم مثل وحدانية الله والنبوة والملائكة والكتب الإلهية والحياة الآخرة.
6. **اللغة العربية:** بما أن القرآن مكتوب باللغة العربية، يؤكد العديد من العلماء المسلمين على أهمية تعلم اللغة العربية لفهم النص المقدس بشكل أفضل.
7. **التاريخ الإسلامي:** إن معرفة تاريخ الإسلام، بما في ذلك حياة النبي محمد والمجتمع الإسلامي الأوائل، تساعد المؤمنين على تحديد سياق عقيدتهم والتعلم من تجارب الأجيال السابقة.
8. **العلم والاستكشاف:** يشجع الإسلام على طلب المعرفة في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم والرياضيات وعلم الفلك. قدم العديد من العلماء المسلمين الأوائل مساهمات كبيرة في هذه المجالات خلال العصر الذهبي الإسلامي.
9. **القيم الأخلاقية والمعنوية:** يركز الإسلام بشدة على السلوك الأخلاقي واللطف والعدالة والرحمة. المعرفة التي تؤدي إلى تنمية الشخصية الأخلاقية تحظى بتقدير كبير.
10. **المهارات العملية:** يشجع الإسلام على اكتساب المهارات العملية التي تساهم بشكل إيجابي في المجتمع، مثل الحرف اليدوية والزراعة وغيرها من المهارات المهنية.
تشمل المعرفة المفيدة في الإسلام مجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك المعرفة الدينية، والقيم الأخلاقية، والمهارات العملية، والمساهمات في تحسين المجتمع. يُنظر إلى طلب المعرفة على أنه وسيلة للتقرب من الله والوفاء بدوره كفرد مسؤول وأخلاقي في العالم.
تشير المعرفة المفيدة إلى المعلومات أو المهارات أو الفهم التي يمكن تطبيقها بطرق عملية وذات معنى لحل المشكلات واتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين حياة الفرد أو حياة الآخرين. فهو يتجاوز مجرد الحقائق ويشمل القدرة على استخدام المعلومات بفعالية في سياقات مختلفة. غالبًا ما تتميز المعرفة المفيدة بأهميتها وقابليتها للتطبيق والأثر الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه على الأفراد أو المجتمعات أو المجتمع ككل.
مصطلح "العلم النافع" يرتبط غالبًا بالحديث النبوي الشريف، وقد وردت في هذا السياق العديد من الأحاديث التي تشجع على اكتساب العلم النافع واستخدامه بطريقة تكون مفيدة وبنّاءة للفرد والمجتمع. بعض الأحاديث التي تتحدث عن العلم النافع:
1. عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْحَارِثِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الرَّجَاءِ، السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
2. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلاَّ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ بَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ".
هذه الأحاديث تعكس أهمية العلم النافع والأعمال الصالحة في حياة الإنسان، حيث يُشجع على اكتساب العلم وتطبيقه بطريقة تكون مفيدة وثمرة للفرد في الدنيا والآخرة.
000000000000
إرسال تعليق