-->
U3F1ZWV6ZTEyMTUzNDU0ODc2X0FjdGl2YXRpb24xMzc2ODE4NzgyMTE=
recent
قد يهمك قراءة

الاصلاح بين المتخاصمين


 

الإصلاح بين الناس من أخلاق وشمائل نبينا صلى الله عليه وسلم التي حثنا عليها بقوله وفعله، لما فيه من إصلاح للفراد والمجتمع، فهنيئاً ثم هنيئاً لمن أجرى الله الخير على يديه، فجعله سبباً للإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين)
في الإسلام، يولي الشرع الكثير من الاهتمام لمبادئ التسامح والصلح بين الناس، ويشجع على حل النزاعات بطرق سلمية وبناءة. هناك عدة مفاهيم وتوجيهات إسلامية تتعلق بالصلح والإصلاح بين المتخاصمين:

1. **التسامح (العفو):** يُشجع المسلمون على التسامح والعفو حتى في أصعب الظروف. يذكر القرآن الكريم في عدة آيات أهمية العفو وكرم السماح. على سبيل المثال، يقول الله في القرآن: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: 22).

2. **التحكيم بالعدل:** يُشدد على العدل في حل النزاعات، وهذا يعني تقديم الحق لمن يستحقه والامتناع عن الظلم. يقول الله في القرآن: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" (النحل: 90).

3. **التوفيق والإصلاح:** يُحث المسلمون على السعي لتحقيق التوفيق والإصلاح بين الناس. يقول الله في القرآن: "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مِيلاً عَظِيمًا" (النساء: 27).

4. **التوسط والتحكيم:** يشجع الإسلام على استخدام وسائل التوسط والتحكيم لحل النزاعات. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قال: "ألا أدلُّكَ على كَلِمَةٍ إذا قلتها انفرجتْ كُرُبك وتُذهبُ همُّك؟" قال: "بلى يا رسول الله، قل: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي" (رواه الإمام أحمد).
 يظهر من القيم الإسلامية أهمية الصلح وحل النزاعات بطرق سلمية وبناءة، وذلك من أجل تحقيق العدل والسلام في المجتمع.
الإصلاح بين المتخاصمين يشير إلى جهود توفير حلول وتسوية للنزاعات والخلافات بين أطراف متنازعة. يمكن أن يكون النزاع في سياقات متنوعة، سواء كانت ذلك في العلاقات الشخصية، الأمور العائلية، النزاعات الاقتصادية، الخلافات القانونية، أو حتى النزاعات الدولية.

الإصلاح بين المتخاصمين يعد مفهومًا مهمًا في الإسلام، وقد تم التطرق إليه في العديد من الأحاديث الشريفة. يشجع الإسلام على حل النزاعات بين الناس وتحقيق المصالحة والسلام بينهم.  بعض الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن أهمية الإصلاح وحل الخلافات:

1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتْ لَهُ مُظِلَّةٌ مِنْ مَظَالِمِ أَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ لَا تَكُونَ لَا دِرْهَمٌ وَلَا دِينَارٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا ظَلَمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ كَبِيرِ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ يُدْخَلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ بِهِ بِقَدْرِ ظُلْمِهِمْ".
   (رواه مسلم)

تحث هذه الحديث على التحلي بالصدق والإصلاح، والتخلص من الظلم والمظالم.

2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ يَتَحَابَّانِ فَيَهْجُرُ الثَّانِي وَيَلْتَقِيَانِ يَتَبَاغَضَانِ فَيَهْجُرُ الثَّالِثُ".
   (رواه البخاري ومسلم)

تشدد هذه الحديث على أهمية الوحدة والتكافل بين المسلمين، وتحذر من التخلي عن بعضهم البعض.

3. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي ضَيْفَهُ".
   (رواه البخاري)

يظهر هذا الحديث أهمية التعايش السلمي والتسامح، وضرورة عدم إيذاء الآخرين.

هذه الأحاديث تسلط الضوء على أهمية التسامح، وحل المشكلات والنزاعات بطرق سلمية وبناءة وتعزيز العدالة والإصلاح بين الناس.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة